ما هذا الجمال يا بشرّي؟ من أجمل الوجهات الجبلية
In collaboration with Annahar platforms: https://www.annahar.com/article/837949-بالصور-والفيديو-قلبي-الصغير-لا-يحتمل-ما-هذا-الجمال-يا-بشري
مع كل موسم، تتجلى بشري كوجهة جبلية ساحرة تدعو إلى الاسترخاء والتمتع بجمال الطبيعة. هذه البلدة الواقعة في شمال لبنان، بين أحضان الجبال، تتميز بمناخ لطيف ينعش الروح نهارًا، بينما يلفها نسيم بارد مع حلول المساء، ما يجعلها ملاذًا مثاليًا لعشاق الأجواء الجبلية الهادئة. المشاهد التي التقطتها عدستي خلال أوقات مختلفة من اليوم ومن زوايا متعدّدة، تنقل بعضًا من سحر هذه المنطقة الفريدة.
على بعد 130 كيلومترًا من بيروت، يفتح قضاء بشري أبوابه للزائرين، ويضم 26 قرية وبلدة، جميعها ترتفع أكثر من 1000 متر عن سطح البحر. أثناء الرحلة نحوها، تمرّون بمشاهد تأسر القلب، حيث القرى اللبنانية التقليدية تمتد على جانبي الطريق، تحيط بها بساتين خضراء، وكنائس وأديار تضرب جذورها عميقًا في التاريخ، مثل دير ومغارة مار أنطونيوس قزحيا.
في قلب بشري، تجدون متحف جبران خليل جبران، الذي يحتضن إرث الأديب العالمي، بينما تطلّ حصرون كتحفة تراثية، تحكي قصص الأجداد وجمال العمارة الجبلية العريقة. تربض بشري عند مدخل وادي قاديشا/قنوبين، المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تمتد المساحات الخضراء والمنحدرات الصخرية في مشهد يجمع بين القداسة والجمال الطبيعي، ويأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن بين الكنائس والأديار المحفورة في الجبال. على بعد مسافة قصيرة، ترتفع القرنة السوداء، أعلى قمة في المشرق العربي، بارتفاع 3088 مترًا، حيث يمكن للمتنزهين اختبار تجربة المشي بين الغيوم ومشاهدة لبنان من زاوية لا مثيل لها.
لطالما كانت جبال لبنان مغطاة بأشجار الأرز التي لطالما شكلت جزءًا من الهوية اللبنانية. بشري كانت من المناطق الغنية بهذه الأشجار، لكن القطع الجائر قلّص مساحاتها بشكل كبير عبر العصور. اليوم، بفضل جهود المؤسسات البيئية وبرامج إعادة التشجير، يمكن رؤية أعداد متزايدة من الأرز الفتيّ يعيد تشكيل المشهد الطبيعي. عام 1998، أُدرجت محمية أرز الرب على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تأكيدًا على قيمتها البيئية والتاريخية. وقد ورد ذكر الأرز في الكتاب المقدس عدة مرات، ومن بين أجمل الآيات التي تصف عظمته: "البار كالنخل يسمو، ومثل أرز لبنان ينمو" (المزامير 92: 12)، "ها هي سروةٌ، أرزةٌ بلبنان، بهيجةُ الأفنان وارفة الظل شامخة القامة" (حزقيال 31: 3)، و*"تشبَعُ أشجار الرب، أرز لبنان الذي غرسه"* (المزامير 104: 16).
لكل لحظة في بشري رونقها الخاص، حيث يتداخل التراث مع الطبيعة في مشهد لا يُنسى، بينما يحتفظ التنزه في محمية أرز الرب عند الغروب بسحر خاص، حيث يبعث المكان هالة من السكينة والسلام الداخلي. ومن أعلى القمم، تتلاقى الجبال والوديان مع البحر في مشهد يختزل جمال لبنان بتفاصيله الخلابة.
بالقرب من البوابة السفلى لمحمية أرز الرب، تتوزع محلات صغيرة تحمل بين جدرانها عبق التراث اللبناني، حيث يقوم الحرفيون المحليون بنحت ونقش الكلمات والرموز على خشب الأرز الميت، محافظين على جزء من هذه الأشجار الخالدة في قطع فنية فريدة. تُعرض هناك المسابح الخشبية المصنوعة يدويًا، إلى جانب التذكارات التي تحمل نقوشًا تمثّل هوية المنطقة وروحها العريقة. هذه الحرف لا تقتصر فقط على بيع المنتجات، بل تعكس حكايات ممتدة عبر الأجيال، ترويها أيدي الحرفيين الذين توارثوا هذا الفن عبر الزمن.
حين تتأملون بشري من أعالي جبالها أو تسيرون بين أرزاتها الخالدة، تدركون أن لبنان ليس مجرد وطن، بل هو حكاية عشق أبدية بين الطبيعة والتاريخ. هنا، حيث تلتقي الجبال بالسماء، وحيث يسكن الجمال في كل تفصيل، لا يسعنا إلا أن نردد: لبنان… جنة لا مثيل لها، ولا غنى عنها.
Copyright Notice and Sharing Policy
All content, including photographs and articles, is protected under copyright and is not permitted for business or commercial use. Photographs may be reposted on social media platforms only with proper credit and by tagging Nidal Majdalani’s social media accounts. Articles may be shared in their original form but cannot be copied, reproduced, or republished without prior written permission.